التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السلاسل الجبليه

السّلاسل الجبليّة

الجبال هي تضاريس تعلو عمّا يحيط بها من تضاريس أخرى، وتتميّز بقمة ضيقة وسفوح منحدرة، ومن النّادر مشاهدة جبلٍ ما منفرداً، بل توجد الجبال غالباً على شكل سلاسل جبليّة (بالإنجليزيّة: Mountain Range) تمتد لعشرات أو مئات الكيلومترات، أما الأحزمة الجبليّة (بالإنجليزيّة: Mountain Belts) فتتكوّن من مجموعة من السّلاسل الجبليّة، ويتراوح طولها ما بين مئات والآف الكيلومترات، ومن الأمثلة عليها: سلسلة الجبال الأمريكيّة الجنوبيّة التي تُعرف باسم الكوردييرا الأمريكيّة، وجبال الهملايا، وجبال الألب، وجبال أبالاشيانز. ويرتبط فهم كيفية تكوّن السّلاسل الجبليّة بالتّعرف على الطّبقات التي تتكوّن منها الأرض والصّفائح التّكتونية، والتي تشكل بدورها الغلاف الصخري، وطبيعة حركتها.[١][٢]


كيفية تكوّن السلاسل الجبليّة

تحدُث الحركة الأوروجينية، أو عملية تَكَوُّن الجِبَالِ (بالإنجليزيّة: Orogeny) عند اصطدام الصّفائح التّكتونيّة ببعضها البعض، مما يؤدي إلى انثناء إحدى الصّفائح تلك، أو انثناء الصّفيحتين معاََ للأعلى؛ الأمر الذي يسبّب ارتفاع القشرة الأرضيّة وتشوهّها (بالإنجليزيّة: Deformation)، ونتيجة لذلك تتشكّل السّلاسل الجبليّة. ويمكن للسلاسل الجبليّة أيضاََ أن تتشكّل نتيجة انزلاق صفيحة تكتونيّة تحت صفيحة أخرى، وفي ما يلي بعض الأمثلة على السّلاسل الجبليّة وكيفية تكونّها:[٣][٤]

  • جبال الأنديز: وتكونّت نتيجة انزلاق صفيحة نازاكا تحت صفيحة أمريكا الجنوبيّة.
  • جبال الهملايا: وتكونّت نتيجة اصطدام صفيحة الهند القاريّة مع صفيحة آسيا.
  • جبال الأبالاش: وتكونّت نتيجة اصطدام صفيحة أمريكا الشّمالية مع صفيحة إفريقيا قبل 325 مليون عام.
  • جبال الألب: تكونت في الحقبة المعاصرة نتيجة اصطدام الصّفيحة الإفريقيّة، مع الصّفيحة الأوراسيّة، والصفيحة العربيّة.


أنواع الجبال

توجد العديد من أنواع الجبال على سطح الأرض، وفيما يلي نستعرض الأنواع الرئيسيّة منها، وهي:[٥]
  • الجبال الالتوائيّة: وتسمى أيضاً جبال الطّي (بالإنجليزيّة: Fold Mountains)، وهي أكثر أنواع الجبال انتشاراََ، وغالباََ ما تتشكّل السّلاسل الجبليّة من الجبال الالتوائيّة، ومن الأمثلة عليها جبال الهملايا في آسيا، وجبال روكي في أمريكا الشماليّة.
  • جبال الكتل الصدعيّة: وتُسمى أيضاََ الجبال الانكساريّة (بالإنجليزيّة: Fault Block Mountains أو Block Mountain)، وتتكوّن هذه الجبال عند حدوث صدوع أو كسور في القشرة الأرضيّة، فتندفع المواد من الصّدع وتتكسّر، ومن ثم تتحرك للأعلى أو للأسفل مُشكّلةً الجبال الصدعيّة، ومن الأمثلة عليها جبال سيرا نيفادا.
  • الجبال البركانيّة: تتكون الجبال البركانيّة (بالإنجليزيّة: Volcanic Mountains) - كما يوحي اسمها - نتيجة النّشاط البركاني، أي أنّها تتكوّن نتيجة تدفّق الماغما من باطن الأرض على شكل حمم بركانيّة وتراكمها حول فوهة البركان، ومن الأمثلة على الجبال البركانية: جبل رينييه في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وكل من جبل مونا لوا، وجبل ماونا كي في هاواي، وجبل فوجي في اليابان.
  • الجبال المقبّبة: تنتج الجبال المقبّبة (بالإنجليزيّة: Dome Mountains) عن اندفاع الماغما من باطن الأرض نحو السّطح، إلا أنها تبرد وتتصلّب على شكل قبة قبل أن تتمكن من التحوّل إلى حمم بركانيّة.


طبقات الأرض

يعتقد علماء الجيولوجيا أنّ الأرض تتكوّن من الطبقات الآتية:[٦]
  • القشرة (بالإنجليزيّة: Crust): وهي الجزء الخارجي من الأرض، ويكون سمك القشرة المحيطيّة التي تشكّل قشرة قاع المحيط ثمانية كيلومترات، بينما يكون سمك القشرة القاريّة 32 كيلومتراََ. وتكون حرارة الطّبقة الخارجيّة من القشرة مماثلة لدرجة حرارة الهواء الجويّ، بينما تكون درجة حرارة الطبقات العميقة من القشرة 870 درجة مئويّة، وتتكوّن القشرة القاريّة غالباََ من صخور الجرانيت، أما القشرة المحيطيّة فتتكوّن من البازلت.
  • السّتار أو الوشاح (بالإنجليزيّة: Mantle): وهو الجزء المتوسّط من طبقات الأرض، كما أنّه أكثرها سُمكاََ، إذ يصل سُمكه إلى حوالي 1800 ميل (عند النّظر إلى اللّب الخارجي، واللّب الداخلي كطبقتين منفصلتين). يتكوّن السّتار من صخور ساخنة وكثيفة، وتتراوح درجة حرارته من 1600 درجة فهرنهايت (871 درجة مئويّة تقريباََ) في الجزء العلوي، إلى حوالي 4000 درجة فهرنهايت (2204 درجة مئويّة تقريباً) بالقرب من القاع. وتُشكّل الطّبقة الخارجيّة من السّتار مع القشرة الأرضيّة الغلاف الصّخريّ للأرض (بالإنجليزيّة: The Lithosphere)، أما الطّبقة السفليّة من السّتار فتُشكّل الغلاف الموري (بالإنجليزيّة: The Asthenosphere) وهي طبقة يكون قوامها شبيهاً بقوام الأسفلت، وهي المسؤولة عن حركة الصّفائح.
  • اللّب (بالإنجليزيّة: Core): يُقسم اللّب إلى قسمين:
    • اللّب الخارجي (بالإنجليزيّة: Outer Core): وهو طبقة تتكوّن من الحديد والنيكل المُنصهر، ويعود ذلك لارتفاع درجة حرارة اللب التي تتراوح بين 4000 - 9000 درجة فهرنهايت، أي ما بين (2204 - 4982 درجة مئويّة تقريباََ). وتبعُد طبقة اللّب الخارجي عن القشرة مسافة 1800ميل، ويكون سُمكها 1400 ميل تقريباََ.
    • اللّب الدّاخلي (بالإنجليزيّة: Inner Core): يتصّف اللّب الدّاخلي بالصّلابة بالرغم من أنّ درجة حرارته تصل إلى 9000 درجة فهرنهايت، وذلك بسبب الضّغط الشّديد الذي تتعرّض له المعادن التي يتكوّن منها اللّب الدّاخلي، والذي يصل إلى (45000000 باوند لكل إنش مربّع) مما يمنعها من الحركة ويبقيها في حالة الصّلابة. يبعد اللّب الدّاخلي حوالي 4000 ميل عن القشرة، ويبلغ سُمكه حوالي 800 ميل.


الصفائح التكتونية

يتكوّن الغلاف الصّخري للأرض من عدة صفائح تكتونيّة، منها سبع صفائح قاريّة ومحيطيّة كبيرة الحجم، وست أو سبع صفائح متوسطة الحجم، والعديد من الصّفائح صغيرة الحجم، وتتحرك هذه الصّفائح بمعدل 5 - 10 سم في العام الوحد، فهي قد تتباعد، أو تتقارب، أو تنزلق تحت بعضها البعض، وتنتج عن حركتها الزّلازل والبراكين، كما أنّ تقارب الصفائح واصطدامها ببعضها يؤدي إلى تكوّن الجبال، أما تباعد الصّفائح فهو المسؤول عن تكوّن المحيطات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخناجر العمانيه

أنواع الخناجر العمانية   أولاً: الخنجر السعيدي: يرجع تسمية الخنجر السعيدي إلى السيد سعيد بن سلطان الذي كان يحكم عام 1804م، وتشتهر أسرة البوسعيد الحاكمة (أفراد العائلة المالكة) بلبس هذا النوع من الخناجر مع العمامة السعيدية التي تميزهم. يلبس الخنجر السعيدي في الوسط ويظهر بشكل مستقيم عند ارتدائه. أكثر ما يميز الخنجر السعيدي مقبض الخنجر بمظهره الجذاب المغطى بالفضة، ويأتي الخنجر السعيدي في ثلاثة أنواع هي كالأتي: الخنجر السعيدي (1) يتميز النوع الأول بالآتي: 1-       مقبض الخنجر (القرن): مغطى بنقوش التكاسير الفضية بالكامل من الأعلى وباتجاه الأسفل إلى بداية الطوق مع ترك الحواف الجانبية بدون نقوش فضية، فتظهر مادة صنع المقبض الأصلية. 2-       الصدر: النقوش على منطقة الصدر تأتي بشكل مربعات متداخلة بزخارف عمانية إسلامية وتتوسطها دائرة وتأتي منطقة الصدر أطول عن باقي أنواع الخناجر السعيدية. 3-       الطمس: عدد الحلقات الموجودة على هذا النوع من الخناجر سبعة تتوزع ثلاثة منها على منطقة القطاعة وأربعة على منطقة الطمس، ويربط بينهم بأسلاك فضية على شكل ضفيرة (السيم المحيوس) محلي

السعفيات العمانيه

حرفة السعفيات:             تمثل الحرف الوطنية التقليدية أحد روافد التراث العماني الخالد التي تبذل الدولة جهودا حثيثة للحفاظ عليها من الاندثار من خلال تشجيعها للقائمين على تصنيعها وتدريب الشباب عبر الورش والبرامج التي تنفذها الهيئة العامة للصناعات الحرفية في مختلف ولايات ومناطق السلطنة والتي تهدف إلى إذكاء دوافع الشباب للانخراط في مثل هذه البرامج. وتمتاز ولاية الرستاق بالعديد من الصناعات الحرفية التقليدية المتنوعة ومنها صناعة السعفيات.   (السفّة):           حيث يقوم الحرفي بجلب الخوص من سعف النخيل ثم شقه نصفين ثم يقوم بصبغ كميات منه حسب الطلب كل كمية بلون لتزيين القفران (أوعية حمل التمر والرطب)، ثم ينقعه لفترة زمنية في الماء لتليينـه ولتسهيل سفه (جدله)، ثم يقوم الحرفي بسف الخوص أمتارا حيث يقوم بتشبيك الخوص مع بعضه البعض وتشذيبه بقص الزوائد منه ليصبـح سفه جاهزة لتصنيع العديد من الأدوات كالقفران والملهبه اليدوية التي كانت تستخدم في الماضي وأصبحت الآن يقتصر اقتنائها كتحف تعرض في المجالس والبيوت والجْـرَابان (أوعية حفظ التمور) والسميم (الحصر) التي كانت تستخدم و